هل هناك أنظمة تشغيل أفضل من ويندوز وماك؟



يسيطر على سوق الحواسيب منذ سنوات ليست بالقصيرة أنظمة تشغيل مشهورة وذائعة الصيت، مثل ويندوز من مايكروسوفت وماك من شركة آبل، على الرغم من أنها ليست الأرخص ثمنًا، وتستهلك موارد أكبر فيما يتعلق بمكوّنات الحواسيب وعتادها. هذه معادلة تبدو غريبة للوهلة الأولى، لكن انتشار هذه الأنظمة له أسبابه؛ إذ إن تدريسها في المدارس الثانوية، واعتمادها الواسع في بيئة العمل بالقطاعين العام والخاص، جعلها سهلة الاستخدام، كما أن واجهاتها الرسومية لعبت دورًا حاسمًا في نجاحها منذ الثمانينيات من القرن الماضي. كل هذه العوامل وغيرها منحتها السبق في الانتشار. في الوقت الراهن، أصبحت الحاجة ملحّة إلى أنظمة تشغيل — على مستوى الأفراد والمؤسسات — تقلّل من استنزاف الموارد المالية، وتوفّر نظامًا بيئيًا أقل استهلاكية فيما يتعلق بإهدار الأجهزة والمعدات كل ثلاث إلى خمس سنوات. وفقًا لإحصائيات StatCounter لشهر شباط 2024، تبيّن أن: • 72.1% من أجهزة الحاسوب المكتبية حول العالم تعمل بنظام ويندوز. • 7.5% تعمل بنظام ماك. • النسبة المتبقية موزعة بين أنظمة أخرى، من بينها لينكس، الذي لا تتجاوز حصته 2% إلى 4% رغم كونه أحد أفضل أنظمة التشغيل من حيث الكفاءة في استهلاك الموارد، إضافةً إلى اعتماده على نطاق واسع في تشغيل الخوادم، وتمتّعه بمستوى أمان مرتفع ضد الاختراق، ووجود توزيعات مخصّصة للأمن السيبراني واختبارات الاختراق. ومن باب الإنصاف، برزت الصين في السنوات الأخيرة كمنافس لافت في مجال أنظمة التشغيل، خاصة بعد الضغوط الأمريكية وحرمانها من بعض التقنيات، ما دفعها إلى تطوير أنظمتها الخاصة، مثل هارموني أو إس وأوبن كايلين، إلى جانب تعاونها مع بعض الدول لإطلاق أنظمة مفتوحة المصدر. ومن خلال التجربة الشخصية، أجد أن نظام OpenKylin — سواء الإصدار الأول أو الثاني — جاء بواجهة رسومية رائعة بالنسبة لنظام لينكس. كما أن توزيعة Ubuntu تستحق الاستخدام سواء في نسخة الخوادم أو نسخة سطح المكتب، وهي قادرة على إعادة الحياة إلى أجهزتكم القديمة المركونة على الأرفف، حتى لو كانت بمعالجات Core 2 Duo وذاكرة عشوائية تبدأ من 512 ميجابايت. أما إذا كانت أجهزتكم القديمة مزودة بذاكرة 4 أو 8 جيجابايت، فستشعرون بفارق كبير في السرعة والأداء.